أحداث السنة الأولى من بعثة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أنكر بفطرته السليمة انحرافات أهل الجاهلية وعبادتهم غير الله، ولذلك حبب إِليه الخلاء للتفكر والتأمل، ومباينة أهل الشرك، فكان يخلو بغار حراء📍 الواقع في قمة جبل النور📍، وهو بعيد عن مباني مكة📍🌍 في ذلك الزمان، لكن الجالس في الغار يمكنه رؤية الكعبة المشرفة، فكان يمكث في خلوته الليالي ذوات العدد، فإِذا انقضى زاده عاد إِلى أهله ثم تزود لمثلها، وفي شهر رمضان المبارك أراد الله بالبشرية خيرًا فأرسل رب العزة والجلال أفضل ملائكته جبريل -عليه السلام -، إِلى أفضل خلقه محمَّد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – بأول سورة اقرأ، وكان ذلك يوم الاثنين كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: ذاك يومٌ ولدت فيه، ويوم أنزل عليّ فيه، وقال ابن عباس: ولد نبيكم محمَّد – صلى الله عليه وسلم – يوم الاثنين، ونبئ يوم الاثنين .
وسورة اقرأ أول ما نزل من القرآن الكريم وبها نبيء رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، روى البخاري عن عائشة -رضي الله عنها – أنها قالت: أول ما بدئ به رسول – صلى الله عليه وسلم – من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إِلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبّب إِليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إِلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إِلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحقُّ وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ،فقلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ:، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}سورة العلق(1-5)، فرجع بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرجف فؤادُه، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الرَّوع، ومما يلفت النظر في الحديث قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ما أنا بقارئ، جوابًا على قول جبريل: اقرأ، وهو تعبير واضح عن عدم معرفته – صلى الله عليه وسلم – القراءة لأنه لم يسبق له تعلم ذلك فهو أمي كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ}سورة الأعراف(157) وهذا من دلائل نبوته.
عن أبي هريرة لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح كل صنم منكسًا فأتت الشياطين إبليس فقالت له: ما على الأرض من صنم إلا وقد أصبح منكسًا، قال: هذا نبي قد بعث فالتمسوه في قرى الأرياف، فالتمسوه، فقالوا: لم نجده، قال: أنا صاحبه، فخرج يلتمسه فنودي: عليك بحبة القلب -يعني مكة– 📍 فالتمسه بها فوجده عند قرن الثعالب 📍، فخرج إلى الشياطين فقال: قد وجدته معه جبريل، عليه السلام، فما عندكم؟ قالوا: نزين الشهوات في أعين أصحابه، ونحببها إليهم قال: فلا شيء إذن .
و عن عبد الله ابن عمرو قال: لما كان اليوم الذي تنبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت الشياطين السماء، ورميت بالشهب، فجاؤوا إلى إبليس فذكروا ذلك، فقال أمر قد حدث، هذا نبي قد خرج عليكم بالأرض المقدسة 📍 مخرج بني إسرائيل، قال: فذهبوا إلى الشام 📍 ثم رجعوا إليه فقالوا: ليس بها أحد، فقال إبليس: أنا صاحبه فخرج في طلبه بمكة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء 📍 منحدرًا، معه جبريل عليه السلام، فرجع إلى أصحابه فقال: قد بعث أحمد ومعه جبريل فما عندكم؟ قالوا: الدنيا نحببها إلى الناس، قال: فذلك إذن .
وعن النضر بن سفيان الهذلي عن أبيه قال: خرجنا في عير لنا إلى الشام، فلما كنا بين الزرقاء 📍 ومعان 📍 قد عرسنا من الليل، فإذا بفارس يقول وهو بين السماء والأرض: أيها النيام هبوا، فليس هذا حين رقاد، قد خرج أحمد، وقد طردت الجن كل مطرد، ففزعنا ونحن رفقة حزاوِرَةٌ، كلهم قد سمع بهذا، فرجعنا إلى أهلنا، فإذا هم يذكرون اختلافًا بمكة بين قريش ونبي خرج فيهم من بني عبد المطلب اسمه أحمد .
عن تميم الداري قال: كنت بالشام حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إلى بعض حاجتي، فأدركني الليل، فقلت: أنا في جوار عظيم هذا الوادي، فلما أخذت مضجعي إذا مناد ينادي لا أراه: عُذ بالله، فإن الجنّ لا تجير أحدًا على الله تعالى. فقلت: أيم تقول؟ فقال: قد خرج رسول الأميِّين، رسول الله، وصلينا خلفه بالحَجُونِ 📍، وأسلمنا واتبعناه، وذهب كيد الجن، ورميت بالشهب، فانطلق إلى محمد فأسلم.
لقد كان لقاء الملك برسول الله – صلى الله عليه وسلم – شديدًا عليه رغم الممهدات السابقة من سماع الصوت، وتسليم الحجر، والرؤيا الصادقة الواضحة، إِنه أمر عظيم وجليل أن يتلقى القلب البشري كلام الله الخالق بواسطة المَلَكُ العظيم، رجف له فؤاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وارتاع حتى طلب من أهله أن يُزَمِّلُوه ويُدَثِّروه حتى يذهب عنه الرَّوع، وكانت طريقة جبريل معه في أول لقاء فيها شدة وجهد ليبين له عظمة الأمر وضخامة المسؤولية والشدة التي سيلاقيها في نشر الدعوة، فهي من الإِعداد له – صلى الله عليه وسلم – والتهيئة النفسية. قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} سورة القيامة(16-19)، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إِذا أتاه جبريل استمع، فإِذا انطلق جبريل قرأه النبي – صلى الله عليه وسلم – كما كان قرأ.
وتقول عائشة – رضي الله عنها -: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإِن جبينه ليتفصد عرقًا” .
وقد وقفت خديجة – رضي الله عنها – مع رسول الله موقفًا جليلًا فكانت تهَدّي من روعه، وتثبت له بالدليل بعد الآخر أن الذي جاءه هو الحق من ربه، وأن الله لا يخزيه لما فيه من خصال الخير والبر والمعروف فقالت: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إِنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ، وتُّكسبِ المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
ثم انطلقت به – صلى الله عليه وسلم – حتى أتت به رجلًا من أهل العلم، هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى -ابن عم لها- وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، وقد تنصر في الجاهلية، وكان -قبل ذهاب بصره- يكتب الكتاب العبراني، فكان يكتب من الإِنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نَزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيًا، إِذ يخرجك قومك، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئت به إِلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرا. ثم لم ينشب -أي يلبث- ورقة أن توفي، وفتر الوحي.
وذكر ابن إِسحاق في السيرة، رواية منقطعة أن خديجة -رضي الله عنها – قالت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إِذا جاءك؟ قال: فعم، قالت: فإِذا جاءك فأخبرني به، فجاءه جبريل، فقال لخديجة: هذا جبريل قد جاء، قالت، قم فاجلس على فخذي، فقام رسول الله فجلس عليها، قالت، هل تراه؟ قال نعم، قالت: فتحول فاجلس في حجري، فتحول رسول الله وجلس في حجرها، فقالت. هل تراه؟ قال: نعم، ثم إِن خديجة حسرت عن رأسها وألقت خمارها، ثم قالت له: هل تراه؟ قال: لا، قالت: يا ابن عم أثبت وأبشر، فوالله إِنه ملك وما هذا بشيطان.
فهذه القصة -مع غيرها- إِن ثبتت فهىِ مما يوضح رجحان عقل خديجة -رضي الله عنهما -واجتهادها في تثبيت رسول الله بالدليل بعد الآخر حتى تهدأ نفسه وتحصل له الطمأنينة.
فتر الوحي كما في رواية البخاري ليعطي فرصة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليتأمل وتهدأ نفسه وتستطيع تحمل تكاليف الرسالة والنبوة، ثم إِنه – صلى الله عليه وسلم – اشتاق لعودة الوحي واستمراره وكان يترقب ذلك.
ففي الصحيحين من حديث جابر -رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يتحدث عن فترة الوحى، قال: فبينما أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء، فرفعت بصري قِبَل السماء فإِذا الملك الذي جاءنى بحراء 📍 قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجثيث منه فرقًا حتى هويت إلى الأرضّ، فجئت أهلي فقلت: زملوني فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}سورة المدثر(1-5) قال: ثم حمي الوحي وتتابع.
فهذه الرواية تحدد بدء الرسالة والأمر بالبلاغ والدعوة والنذارة بعد النبوة، لكن من غير إِعلان للعامهّ، فإِن أول ما أوحى إِليه ربه أن يقرأ باسم ربه الذي خلق، وذلك نبوته – صلى الله عليه وسلم – فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره بالتبلبيع، ثم أنزل. الله عليه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ} فنبأه باقرأ وأرسله بيا أيها المدثر.
وأما مدة فترة الوحى فقد اختلفت أقوال العلماء فيها، فحكى بعضهم أنها سنتان ونصف، وقال آخرون، إِنها ستة أشهر، وعن ابن عباس أنها أربعون يوماً، (وهو الراجح) ويفسر الحافظ ابن حجر معنى فترة الوحي: بأنها تأخر نزول القرآن، أما جبريل فكان يأتيه ولم ينقطع عنه. ويذكر ابن كثير فترة أخرى وهي ليالي يسيرة، ونزلت بعدها سورة والضحى.
عن يحيى بن كثير قال: سألت أبا سلمة أي القرآن أنزل أول؟ فقال يا أيها المدثر، فقلت: أنبئت أنه اقرأ باسم ربك الذي خلق، فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول؟ فقال: يا أيُّها المُدَّثِرُ، فقلت: أنْبِئتُ أنّه اقرأ باسمِ ربِّكَ، فقال: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “جاورت في حراء 📍 فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض، فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماءً باردًا، وأنزل علي: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}سورة المدثر(1-4)
روى بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يُحدِّثُ عن فترة الوحي: فقال في حديثه: “بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسيٍّ بين السماء والأرض فرُعِبْتُ منه فرجعتُ فقلت: زمِّلوني فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} فحميَ الوحي وتتابع”
عن خديجة -رضي الله عنها-، أنها قالت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أي ابن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: “نعم”. قالت: فإذا جاءك فأخبرني به، فجاءه جبريل، -عليه السلام-، كما كان يصنع، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لخديجة: “يا خديجة، هذا جبريل قد جاءني”. قالت: قم يا ابن عمِّ فاجلس على فخذي اليسرى، قال: فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فجلس عليها، قالت: هل تراه؟ قال: “نعم”، قالت: فتحول فاجلس على فخذي اليمنى، قالت: فتحول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فجلس على فخذها اليمنى، فقالت: هل تراه؟ قال: “نعم” قالت: فتحول فاجلس في حجري، قالت: فتحول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فجلس في حجرها، قالت: هل تراه؟ قال: “نعم”. قال: فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – جالس في حجرها، ثم قالت له: هل تراه؟ قال: “لا” قالت: يا ابن عم أثبت وأبشر، فوالله إنه لملك، وما هذا بشيطان.
قال ابن إسحاق: وقد حدثت عبد الله بن حسن هذا الحديث فقال: قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث هذا الحديث عن خديجة، إلا أني سمعتها تقول: أدخلت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينها وبين درعها، فذهب عند ذلك جبريل، فقالت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إن هذا لملك وما هو بشيطان.
عن عائشة، -رضي الله عنها-، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان جالسًا مع خديجة يومًا من الأيام، إذ رأى شخصًا بين السماء والأرض لا يزول، فقالت خديجة: ادن مني، فدنا منها، فقالت له: أتراه؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “نعم”، قالت خديجة: أدخل رأسك تحت درعي، ففعل ذلك، فقالت خديجة له: أتراه؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “لا، قد أعرض عني”، قالت خديجة: أبشر فإنه ملك كريم، لو كان شيطانًا ما استحيا.
عن عائشة قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا عائشة لو شئت، لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبيًا عبدًا، وإن شئت نبيًا ملكًا، فنظرت إلى جبريل -عليه السلام- فأشار إلي أن ضع نفسك، فقلت: نبيًا عبدًا، قالت: فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك لا يأكل متكئًا، يقول: “آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد”
عن أسامة بن زيد، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: أن جبريل -عليه السلام- لما نزل على النبي – صلى الله عليه وسلم – فعلمه الوضوء، فلما فرغ من وضوئه أخذ حفنة من ماء فرش بها نحو الفرج، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرش بعد وُضوئه
ذكر عروة بن الزبير قصة بدء الوحي وزاد فيها: ففتح جبريل، -عليه السلام-، عينًا من ماء فوضأ -ومحمَّد – صلى الله عليه وسلم – ينظر إليه- وجهه ويديه إلى المرفقين ومسح رأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم نضح فرجه، وسجد سجدتين مواجهة البيت ففعل محمَّد كما رأى جبريل يفعل.
وروى بسنده عن محمَّد بن إسحاق قال: … ثم إن جبريل، -عليه السلام-، أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين افترضت عليه الصلاة، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت له عين من ماء مزن فتوضأ جبريل ومحمَّد، عليهما السلام، ثم صليا ركعتين وسجدا أربع سجدات. ثم رجع النبي – صلى الله عليه وسلم – قد أقرَّ الله عينه وطابت نفسه وجاءه ما يحب من الله فأخذ بيد خديجة حتى أتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل ثم ركع ركعتين وأربع سجدات هو وخديجة ثم كان هو وخديجة يصليان سرًا.
قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم: أن الصلاة حين افترضت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، أتاه جبريل وهو بأعلى مكة 📍، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي، فانفجرت منه عين، فتوضأ جبريل -عليه السلام-، ورسول الله- صلى الله عليه وسلم – ينظر إليه، ليريه كيف الطهور للصلاة، ثم توضأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما رأى جبريل توضأ، ثم قام به جبريل فصلى به، وصلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بصلاته، ثم انصرف جبريل -عليه السلام-.
فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خديجة، فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة، كما أراه جبريل، فتوضأت كما توضأ لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ثم صلى بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما صلى به جبريل فصلت بصلاته.
بعد معاودة الوحي، ونزول سورة: يا أيها المدثر، وسورة: يا أيها المزمل، قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بإِبلاغ الدعوة في نطاق أسرته ومعارفه ومن يثق به منهم، وهو ما عرف عند علماء السيرة بالدعوة السرية حيث استمرت ثلاث سنوات.
وأول من عَرَف بأمر النبوء والرسالة زوجته خديجة – رضي الله عنها – فآمنت وصدقت وآزرت ونصرت ثم بقيَّة أهل البيت النبوي، مولاه زيد بن حارثة، وابن عمه علي بن أبي طالب الذي كان غلامًا شابًا في حِجره ورعايته، وعرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الإِسلام على أبي بكر الصديق فبادر إِلى الإسلام من غير تردد حيث كان صديقاً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وقد روى ابن إِسحاق أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ما دعوت أحدًا إِلى الإِسلام إِلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إِلا أبا بكر، ما عكم عنه حين ذكرته، ولا تردد فيه، وهذا وإِن كان مرسلًا إِلا أنه يشهد له حديث أبي الدرداء عند البخاري ، وفيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: إِن الله بعثني إِليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صَدَقت، وواساني بنفسه وماله …. الحديث). وكان أبو بكر -رضي الله عنه – صدرًا معظمًا، ورئيسًا في قريش مكرمًا، وصاحب مال، وكان محببًا مآلفًا لقومه، وقد استفاد من هذه الصفات في الدعوة إِلى الله، فإِنه -رضي الله عنه – بعد معرفته للحق وإِسلامه أخذ يدعو إِلى الله وإلى الإِسلام من وثق به من قومه، فأسلم على يديه ثلة من السابقين الأولين والعشرة المبشرين بالجنة، والذين أصبحوا فيما بعد قادة وسادة في الأمة، منهم الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، فجاء بهم إِلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأسلموا وصدّقوا. ثم جاء من الغد بعثمان بن مظعون، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، فأسلموا رضي الله عنهم ، وهكذا كان أبو بكر يدعو إِلى الله ويجتهد ويأتي بالرجالِ تلو الرجال ويتخير الثقات والأبطال، وفي هذا درس للدعاة، وأهمية علو الهمة والاجتهاد في الدعوة إِلى الله مع الإخلاص وابتغاء ثوابه.
وقد أسلم في السنوات الثلاث عدد من الرجال والنساء والشباب، ومن الأحرار والعبيد ما يقارب الأربعين نفسًا، وقد دخل الإِسلام أغلب البيوت في مكة 📍، لكنهم كانوا يسلمون سرًا ويكتمون أمرهم خوفًا من المشركين، والمتأمل في أسمائهم وأنسابهم يجد أنهم من كافة الطبقات وهكذا الحق يُقبل عليه الجميع ولا يكون مقصورًا على طائفة أو قبيل دون آخر.
إسلام خديجة (رضي الله عنها) وبعض فضائلها:
قال ابن إسحاق: ثم تَتَامَّ الوحي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو مؤمن بالله مصدِّقٌ. بما جاءه منه، قد قبله بقوة، وتحمل منه ما حمَّله، على رضا العباد وسخطهم، والنبوة أثقال ومؤنة لا يحملها ولا يستطيع بها إلا أهل القوة والعزم من الرسل بعون الله تعالى وتوفيقه، لما يلقون من الناس، وما يُرَدُّ عليهم مما جاؤوا به عن الله سبحانه وتعالى.
قال: فمضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أمر الله، على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى وآمنت به خديجة بنت خويلد، وصدقت بما جاءه من الله،ووازرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله، وصدق بما جاء منه، فخفف الله بذلك عن نبيه – صلى الله عليه وسلم -؛ لا يسمع شيئًا مما يكرهه من ردٍّ عليه وتكذيبٍ له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها: تُثبِّتُه، وتخفِّفُ عليه، وتصدقه، وتهوِّن عليه أمر الناس، رحمها الله تعالى.
و عن ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان، وهو في مسجد رسول الله 📍، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: “خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم”.
قال: قال محمَّد بن عمر: وأصحابنا مجمعون أن أول أهل القبلة الذي استجاب لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – خديجة بنت خويلد. ثم اختلف عندنا في ثلاثة نفر أيهم أسلم أولًا في أبي بكر وعليٍّ وزيدِ بن حارثة.
روى ابن سعد بسنده عن الزُّهريِّ قال: مكث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وخديجة يصليان سِرًا ما شاء الله.
أول الناس إسلامًا عندما نزلت سورة المدثر
عن إسماعيلُ بن إياس بن عفيف، عن أبيه، عن جدِّه عفيف -وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس لأمه – أنه قال: كنتُ امرأً تاجرًا، فقدمتُ مِنىً 📍 أيام الحجّ، وكان العباس بن عبد المطلب امرأً تاجرًا، فأتيتُه أبتاع منه وأبيعه، قال: فبينا نحن إذْ خرج رجلٌ من خِباءٍ يصلِّي، فقام تجاه الكعبة 📍، ثم خرجتِ امرأةٌ فقامتْ تصلِّي، وخرج غلامٌ فقام يصلِّي معه، فقلت: يا عباس، ما هذا الدِّين؟ إنَّ هذا الدِّين ما ندري ما هو؟ فقال [العباس]: هذا محمد بن عبد الله، يزعم أنَّ الله أرسله، وأنَّ كنوز كسرى وقيصر ستُفتح عليه، وهذه امرأته خديجةُ بنت خُويلد آمنتْ به، وهذا الغلام ابنُ عمِّه عليُّ بن أبي طالب آمن به.
قال عفيف: فليتني كنتُ آمنت يومئذ، فكنت أكون ثانيًا.
أول من أسلم آل بيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
1 – زوجته السيدة خديجة -رضي الله عنها-.
2 – بناته الأربع رضوان الله عليهم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.
3 – حاضنته أم أيمن الحبشية -رضي الله عنها-.
4 – زوجها زيد بن حارثة -رضي الله عنه-.
5 – ربيبه وابن عمه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
6 – ربيبه في حجره ابن خديجة هند بن أبي هالة.
أول الناس إسلامًا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
روى أحمد بسنده عن محمَّد بن كعب: أن أول من أسلم من هذه الأمة برسول الله خديجة وأول رجلين أسلما أبو بكر الصديق وعلي وأن أبا بكر أول من أظهر إسلامه.
روى عبد الرزاق بسنده عن ابن عباس أن عليًا أول من أسلم، قال معمر: فسألت الزهري، فقال: ما علمنا أحدًا أسلم قبل زيد بن حارثة.
روى أحمد بسنده عن عبد الله قال: كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه.
* نشأة علي بن أبي طالب في كنف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
سبب هذه النشأة: قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر بن أبي الحجاج قال: كان من نعمة الله على عليّ بن أبي طالب، ومما صنع الله له، وأراده به من الخير، أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير؛ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – للعباس عمه، وكان من أيسر بني هاشم: “يا عباس: إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه، فلنخفف عنه من عياله: آخذ من بنيه رجلًا، وتأخذ أنت رجلًا، فنكفهما عنه؛ فقال العباس: نعم. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى يتكشف عن الناس ما هم فيه؛ فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عُقَيلًا فاصنعا ما شئتما- قال ابن هشام: ويقال: عقيلًا وطالبا.
فأخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عليًّا، فضمّه إليه، وأخذ العباس جعفرًا فضمه إليه، فلم يزل عليّ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيًا، فأتبعه عليّ -رضي الله عنه-، وآمن به وصدقه؛ ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه.
إسلام الصديق (رضي الله عنه)
عن عائشة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – قالت: خرج أبو بكر الصديق يريد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكان له صديقًا في الجاهلية، فلقيه، فقال: يا أبا القاسم، فقدت من مجالس قومك، واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أدعوك إلى الله جَلَّ وعَزَّ. فلما فرغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من كلامه أسلم أبو بكر. فانطلق عنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما بين الأخشبين 📍 أحد أكثر سرورًا منه بإسلام أبي بكر. ومضى أبو بكر وراح لعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، فأسلموا. ثم جاء الغد عثمان بن مظعون، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، فأسلموا. [رضي الله عنهم] “.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر: صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي، فهل أنتم تاركو لي صاحبي)
قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (ما كلمت في الإِسلام أحدًا إلا أبى عليَّ وراجعني الكلام إلا ابن أبي قحافة فإني لم أكلمه في شيءٍ إلا قبله وسارع إليه).
محبة قريش لأبي بكر -رضي الله عنه-.
قال ابن إسحاق: وكان أبو بكر رجلًا مألفًا لقومه محببًا سهلًا وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر وكان رجلًا تاجرًا ذا خلق ومعروف وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الله وإلى الإِسلام من وثق به من قومه ممّن يغشاه ويجلس إليه.
فأسلم بدعائه:
1 – عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
2 – الزبير بن العوام -رضي الله عنه-.
3 – عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-.
4 – سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.
5 – طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-.
فجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حين استجابوا له فأسلموا وصلوا وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول فيما بلغني ما دعوت أحدًا إلى الإِسلام إلا كانت عنده كبوة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر بن أبي قحافة ما عكم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه.
إسلام أمهات كبار الصحابة
عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (أسلمت أم أبي بكر وأم عثمان، وأم طلحة، وأم الزبير، وأم عبد الرحمن بن عوف، وأم عمار بن ياسر -رضي الله عنهن).
ثم أسلم:-
1 – أبو عبيدة عامر بن الجراح.
2 – أبو سلمة بن عبد الأسد.
3 – الأرقم بن أبي الأرقم.
4 – عثمان بن مظعون.
5 – قدامة بن مظعون.
6 – عبد الله بن مظعون.
7 – عبيدة بن الحارث بن المطلب.
8 – سعيد بن زيد بن نفيل .
9 – فاطمة بنت الخطاب زوجة سعيد بن زيد.
10 – أسماء بنت أبي بكر الصديق.
11 – خباب بن الأرت.
12 – عمير بن أبي وقاص.
13 – مسعود بن القاري.
14 – سليط بن عمرو بن عبد شمس.
15 – حاطب بن عمرو بن عبد شمس.
16 – عياش بن أبي ربيعة.
17 – أسماء بنت سلامة بن مخربه زوجة عياش بن أبي ربيعة.
18 – خنيس بن حذافة بن عدي.
19 – عامر بن ربيعة العنزي.
20 – عبد الله بن جحش.
21 – أبو أحمد بن جحش.
22 – جعفر بن أبي طالب.
23 – أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب.
24- – حاطب بن الحارث.
25 – فاطمة بنت المجلل زوجة حاطب بن الحارث.
26 – خطاب بن الحارث.
27 – فكيهة بنت يسار زوجة حطاب بن الحارث.
28 – معمر بن الحارث بن حبيب.
29 – السائب بن عثمان بن مظعون.
30 – المطلب بن أزهر بن عبد عوف.
31 – رملة بنت أبى عوف بن صبيره زوجة المطلب بن أزهر بن عبد عوف.
32 – نعيم بن عبد الله بن أسيد (النحام).
33 – عامر بن فهيرة.
34 – خالد بن سعيد بن العاص.
35 – أمينه بنت خلف بن أسعد زوجة خالد بن سعيد بن العاص.
36 – أبو حذيفة بن عتبه بن ربيعه.
37 – واقد بن عبد الله بن عبد مناف التميمي.
38 – خالد بن البكير بن عبد ياليل.
39 – عامر بن البكير بن عبد ياليل.
40 – عاقل بن البكير بن عبد ياليل.
41 – إياس بن البكير بن عبد ياليل.
42 – عمار بن ياسر.
43 – سمية بنت خباط والدة عمار.
44 – المقداد بن عمرو الكندي.
45 – صهيب بن سنان.
46 – بلال بن رباح.
47 – أم عبيس.
نماذج من إسلام بعض الصحابة رضي الله عنهم:
إسلام عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وبعض فضائله
عن عثمان -رضي الله عنه- قال: (لقد اختبأت عند الله عشرًا: إني لرابع الإِسلام، وقد زوجني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ابنته، ثم ابنته، وقد بايعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيدي هذه اليمنى فما مسست بها ذكري، ولا تغنيتُ ولا تمنيت ولا شربت خمرًا في جاهلية ولا إسلامٍ، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: من يشتري هذه الربعة ويزيدها في المسجد 📍 وله بيت في الجنة! فاشتريتها وزدتها في المسجد)
عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن عثمان -رضي الله عنه- قال: (إن الله بعث محمدًا – صلى الله عليه وسلم – بالحق، فكنت ممّن استجاب لله ولرسوله وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين جميعًا ونلت صهر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وبايعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله، وصليت القبلتين كلتيهما وتوفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو عني راض).
عن يزيد بن رومان قال خرج عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله على أثر الزبير بن العرام فدخلا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فعرض عليهما الإسلام، وقرأ عليهما القرآن وأنبأهما بحقوق الإسلام ووعدهما الكرامة من الله، فآمنا وصدقا، فقال عثمان: يا رسول الله قدمت حديثًا من الشام 📍 فلما كنا بين معان 📍 والزرقاء 📍 فنحن كالنيام إذا منادٍ ينادينا أيها النيام هبوا فإن أحمد قد خرج بمكة 📍، فقدمنا فسمعنا بك وكان إسلام عثمان قديمًا قبل دخول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دار الأرقم 📍.
إسلام طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه)
عن طلحة بن عبيد الله قال: حضرت سوق بصرى 📍، فإذا راهب في صومعته، يقول: سلوا أهل هذا المرسم أمنهم أحد من أهل الحرم 📍، قال طلحة: قلت: نعم، أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعد؟ قال: قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرةٍ وسباخٍ 📍، فإياك أن تُسبق إليه. قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعًا حتى قدمت مكة فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد بن عبد الله الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، قال: فخرجت حتى دخلت على أبي بكر، فقلت: أتَبِعْتَ هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلق إليه، فادخل عليه فاتبعه، فإنه يدعو إلى الحق، فأخبره طلحة بما قال الراهب فخرج أبو بكر بطلحة، فدخل به على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فأسلم طلحة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, بما قال الراهب، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
إسلام الزبير بن العوام (رضي الله عنه)
عن ابن شهاب قال: هاجر الزبير بن العوام -رضي الله عنه- إلى أرض الحبشة 📍 ثم هاجر إلى المدينة 📍.
عن هشام بن عروة قال: أسلم الزبير -رضي الله عنه- وهو ابن ست عشرة سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقتل وهو ابن بضع وستين.
قال الأحنف بن قيس: الزبير -رضي الله عنه- حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل بسفوان 📍 قتله بن جرموز واستعان عليه بفضالة بن حابس ونفيع.
إسلام عتبة بن غزوان (رضي الله عنه)
روى الحاكم بسنده عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا آذنت بصرم وولت حذاء وإنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء يصطبها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا منها بخير ما يحضركم فإنه قد ذُكر لنا أن الحجر يُلقى من شفير جهنم فيهوى بها سبعين عاما وما يُدرك لها قعرا فوالله لتملأنّه أفعجبتم وقد ذُكر لنا أن مِصراعين من مصاريع الجنة بينهما أربعون سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رأيتني وأني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا وإني التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن أبي وقاص فارس الإسلام فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها وما أصبح منا اليوم أحد حيّ إلا أصبح أمير مصر من الأمصار وإنني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا وعند الله صغيرًا أو أنها لم تكن نبوة قط إلا تناقصت حتى يكون عاقبتها ملكا وستجربون أو ستبلون الأمراء بعدي.
إسلام سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه)
عن سعد -رضي الله عنه- قال: (رأيت في المنام قبل أن أسلم بثلاث كأني في ظلمة لا أبصر شيئًا، إذ أضاء لي قمرٌ فاتبعته، فكأني أنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وإلى علي بن أبي طالب، وإلى أبي بكر -رضي الله عنهم-، وكأني أسألهم: متى انتهيتم إلى ها هنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعو إلى الإسلام مستخفيًا، فلقيته في شعب أجياد 📍 وقد صلى العصر، فقلت: إلى ما تدعو؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمدًا رسول الله، فما تقدمني أحدٌ إلا هم).
عن سعيد بن المسيب قال سمعت أبا إسحاق سعد بن أبي وقاص يقول “ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإيى لثلث الإسلام”.
إسلام خالد بن سعيد بن العاص (رضي الله عنه)
عن موسى بن عقبة قال: (سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص – رضي الله عنه – تقول: لما كان قبل مبعث النبي – صلى الله عليه وسلم -، بينا خالد بن سعيد – رضي الله عنه – ذات ليلة نائم، قال: رأيت كأنه ملأ مكة 📍 ظلمةٌ، حتى لا يبصر امرؤٌ كفه، فبينا هو كذلك إذ خرج نور علا في السماء، فأضاء في البيت، ثم أضاء مكة كلها, ثم إلى نجد 📍، ثم إلى يثرب 📍 فأضاءها، حتى أني لأنظر إلى البسر في النخل، قال: فاستيقظت، فقصصتها على أخي عمرو بن سعيد، وكان جزل الرأي، فقال: يا أخي! إن هذا الأمر يكون في بني عبد المطلب، ألا ترى أنه خرج من حفيرة أبيهم 📍؟ قال خالد: فإنه لما هداني الله به إلى الإسلام، قالت أم خالد: فأول من أسلم أبي، وذلك أنه ذكر رؤياه لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا خالد! أنا والله ذلك النور، وأنا رسول الله، فقص عليه ما بعثه الله به، فأسلم خالد، وأسلم عمرٌو بعده.
أخبرنا عليّ بن محمد عن سعيد بن خالد وغيره عن صالح بن كيسان أن خالد بن سعيد قال: رأيت في المنام قبل مبعث النبي، – صلى الله عليه وسلم -، ظلمة غشيت مكة حتى ما أرى جبلًا ولا سهلا. ثم رأيت نورًا يخرج من زمزم 📍 مثل ضوء المصباح كلما ارتفع عظم وسطع حتى ارتفع فأضاء لي أول ما أضاء البيت، ثم عظم الضوء حتى ما بقي من سهل ولا جبل إلا وأنا أراه، ثم سطع في السماء، ثم انحدر حتى أضاء لي نخل يثرب فيها البسر، وسمعت قائلا يقول في الضوء: سبحانه سبحانه تمت الكلمة وهلك ابن مارد بهضبة الحصى 📍 بين أذْرُحَ 📍والأكمة📍، سعدت هذه الأمة، جاء نبي الأميين، وبلغ الكتاب أجله، كذبته هذه القرية 📍، تعذب مرتين، تتوب في الثالثة، ثلاث بقيت، ثنتان بالمشرق وواحدة بالمغرب، فقصها خالد بن سعيد على أخيه عمرو بن سعيد، فقال: لقد رأيت عجبًا وإني لأرى هذا أمرًا يكون في بني عبد المطلب إذ رأيت النور خرج من زمزم.
روى الحاكم بسنده عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال كان إسلام خالد قديمًا وكان أول إخوته أسلم قبل وكان بدؤ إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف به على شفير النار كأن أباه يدفعه منها ويرى أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم آخذ بحقويه لا يقع ففزع من نومه فقال أحلف بالله أن هذه لرؤيا حق فلقي أبا بكر ابن أبي قحافة فذكر ذلك له فقال أبو بكر أريد بك خيرًا هذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام والإسلام يحجزك أن تدخل فيها وأبوك واقع فيها فلقي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو بأجياد فقال يا محمد إلى ما تدعو فقال أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله وتخلع ما كنت عليه من عبادة حجر لا يضر ولا ينفع “ولا يدرى من عبده ممّن لم يعبده قال: خالد فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) فعلم أبوه بإسلامه وأرسل في طلبه من بقي من ولده ممّن لم يسلم ورافعًا مولاه فوجدوه فأتوا به أباه أبا أحيحة فأنّبه وبكّته وضربه بصريمة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال اتبعت محمدًا وأنت ترى خلاف قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيبه من مضى من آبائهم فقال خالد قد صدق والله واتبعته فغضب أبوه أبو أحيحة ونال منه وشتمه ثم قال اذهب يا لكع حيث شئت والله لأمنعنك القوت فقال خالد إن منعتني فإن الله -عَزَّ وجَلَّ- يرزقنى ما أعيش به فأخرجه وقال لبنيه لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فكان يكرمه ويكون معه.
أول من أسلم من الضعفاء الأرقاء رضوان الله عليهم
قال عمار بن ياسر: رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.
قال الحافظ في الفتح الأعبد: هم.
1 – بلال بن رباح.
2 – زيد بن حارثة.
3 – عامر بن فهيرة
4 –أبو فكيهه.
5 – شقران
أما المرأتان فخديجة وأم أيمن أو سمية.
وأخرج ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أعتق أبو بكر ممّن كان يعذب سبعة:
1 – عامر بن فهيرة.
2 – بلال بن رباح.
3 – زنيرة.
4 – أم عبيس.
5 – النهدية وابنتها.
6 – جارية بني عمرو بن المؤمل
عن ابن عباس، قال: قال العباس: خرجت في تجارة إلى اليمن 📍 في ركب – منهم أبو سفيان بن حرب، فقدمت اليمن فكنت أصنع يومًا طعامًا وأنصرف بأبي سفيان وبالنفر، ويصنع أبو سفيان يومًا، ويفعل مثل ذلك، فقال لي في يومي الذي كنت أصنع فيه: هل لك يا أبا الفضل أن تنصرف إلى بيتي وترسل إليّ غداءك؟ فقلت: نعم.
فانصرفت أنا والنفر إلى بيته وأرسلت إلى الغداء، فلما تغدى القوم قاموا واحتبسني. فقال: هل علمت يا أبا الفضل أن ابن أخيك يزعم أنه رسول الله؟ فقلت: أيّ بني أخي؟ فقال أبو سفيان: إياي تكتم؟! وأيّ بني أخيك ينبغي أن يقول هذا إلا رجل واحد! قلت وأيّهم على ذلك؟ قال: هو محمد بن عبد الله. فقلت: قد فعل؟ قال: بلى قد فعل.
وأخرج كتابًا باسمه من ابنه حنظلة بن أبي سفيان فيه: أخبرك أن محمدًا قام بالأبطح 📍 فقال: (أنا رسول أدعوكم إلى الله عز وجل) فقال العباس: قلت أجده يا أبا حنظلة صادقًا.
فقال: مهلًا يا أبا الفضل، فوالله ما أحب أن يقول مثل هذا، إني لا أخشى أن يكون على ضير من هذا الحديث يا بني عبد المطلب، إنه والله ما برحت قريش تزعم أن لكم هِنَة وهِنَة، كل واحدة منهما غاية! لنشدتك يا أبا الفضل هل سمعت ذلك؟ قلت: نعم قد سمعت. قال فهذه والله شؤمتكم. قلت: فلعلها يُمنْتُنا.
قال: فما كان بعد ذلك إلا ليال حتى قدم عبد الله بن حذافة بالخبر وهو مؤمن، ففشا ذلك في مجالس اليمن، وكان أبو سفيان يجلس مجلسًا باليمن يتحدث فيه حَبْرُ من أحبار اليهود، فقال له اليهودي: ما هذا الخبر؟ بلغني أن فيكم عمَّ هذا الرجل الذي قال ما قال؟
قال أبو سفيان: صدقوا، وأنا عمه، فقال اليهودي: أخو أبيه؟ قال: نعم.
قال: فحدثني عنه.
قال: لا تسألني! ما أحب أن يدّعي هذا الأمر أبدا، وما أحب أن أعيبه وغيرُه خير منه.
فرأى اليهودي أنه لا يغمس عليه ولا يحب أن يعيبه.
فقال اليهودي: ليس به بأس على اليهود، وتوراة موسى.
قال العباس: فناداني الحَبْر، فجئت فخرجت حتى جلست ذلك المجلس من الغد، وفيه أبو سفيان بن حرب والحبر، فقلت للحبر: بلغني أنك سألتَ ابن عمي عن رجل منا زعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرك أنه عمه، وليس بعمِّه، ولكن ابن عمه، وأنا عمه وأخو أبيه. قال أخو أبيه؟ قلت: أخو أبيه.
فأقبل على أبي سفيان فقال: صدق؟ قال: نعم صدق. فقلت: سَلْني فإن كذبتُ فليردْ عليَّ.
فأقبل عليَّ فقال: نَشَدْتُك هل كان لابن أخيك صَبْوة أو سَفْه.
قلت: لا وإله عبد المطلب، ولا كذب ولا خان، وإنه كان اسمه عند قريش الأمين.
قال: فهل كتب بيده؟
قال العباس: فظننت أنه خيرُ له أن يكتب بيده، فأردت أن أقولها، ثم ذكرت مكان أبى سفيان يكذِّبني ويردُّ عليّ فقلت: لا يكتب.
فوثب الحبر ونزل رداؤه وقال: ذُبِحت يهود، وقتلت يهود!
قال العباس: فلما رجعنا إلى منزلنا، قال أبو سفيان: يا أبا الفضل، إن اليهود تفزع من ابن أخيك. قلت: قد رأيت، فهل لك يا أبا سفيان أن تؤمن به، فإن كان حقًا كنت قد سبقت، وإن كان باطلًا فمعك غيرك من أكفائك.
قال: لا أومن به حتى أرى الخيل في كداء 📍 .
قلت: ما تقول؟ قال: كلمة جاءت على فمي، إلا أني أعلم أن الله لا يترك خيلا تطلع من كداء.
قال العباس: فلما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة 📍 ونظرنا إلى الخيل وقد طلعت من كداء، قلت: يا أبا سفيان تذكر الكلمة؟!
قال: إي والله إني لذاكرها! فالحمد لله الذي هداني للإسلام.
خلال فترة الدعوة السرية للإسلام في مكة📍 (التي استمرت نحو ثلاث سنوات)، كانت الصلاة تمارس بشكل غير علني خوفًا من اضطهاد قريش. وفي هذه المرحلة، لم يكن هناك نظام صلاة جماعية علني كما هو الحال بعد الهجرة إلى المدينة. وكانت أبرز ملامحها:
الصلاة في أماكن سرية:
كان النبي ﷺ وأصحابه يؤدون الصلاة في بيوتهم أو في أماكن بعيدة عن أعين قريش، مثل شِعْبٍ أو وادٍ منعزل.عدد الصلوات وأوقاتها:
- كان المسلمون يصلون مرتين يوميًا: صلاة في الصباح وصلاة في المساء، قبل أن تفرض الصلوات الخمس في ليلة الإسراء والمعراج.
- يُقال إن الصلاة كانت على هيئة ركعتين في كل وقت.
وضعية القبلة:
خلال فترة الدعوة السرية (منذ بعثة النبي ﷺ وحتى بداية الدعوة العلنية بعد 3 سنوات تقريبًا)، لم تكن قريش على علم كبير بما يجري، لذا كانت ردود فعلها الأولية تجاه الدعوة محدودة وغير عنيفة، لكنها بدأت تتصاعد تدريجيًا عندما بدأ الإسلام ينتشر.
- التجاهل والاستصغار (في البداية)
- في بداية الدعوة، لم تأخذ قريش الأمر بجدية، واعتبروا أن محمدًا ﷺ مجرد صاحب رأي جديد، خاصة أن الدعوة كانت تتم بسرية.
- لم يُظهر المشركون أي ردود فعل قوية لأن الإسلام لم يكن بعد يشكّل تهديدًا لهم.
- القلق والتوجس (عندما انتشرت الدعوة سرًا)
- مع ازدياد عدد المسلمين سرًا، بدأ زعماء قريش يسمعون عن بعض الأفراد الذين تركوا عبادة الأصنام واتبعوا محمدًا ﷺ، مثل أبي بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم.
- بدأوا يراقبون الوضع بحذر، لكنهم لم يتخذوا إجراءات قوية بعد.
- المواجهة الفردية والضغط العائلي
- حين لاحظت قريش أن بعض أبنائها وعبيدها اعتنقوا الإسلام، بدأ الضغط العائلي والمجتمعي، فكانوا يهددون المسلمين الجدد بالطرد من العائلة أو المقاطعة الاجتماعية.
- بعض الزعماء مثل أبو جهل وأبو لهب بدأوا بمهاجمة النبي ﷺ لفظيًا ومحاولة إحراجه أمام الناس.
- استخدمت بعض العائلات العنف مع أفرادها المسلمين، مثل تعذيب بلال بن رباح من قبل أمية بن خلف.
- محاولة استعادة المسلمين الجدد بالقوة أو الإغراء
- حاول زعماء قريش إقناع المسلمين الجدد بالعودة إلى دينهم عبر الإغراء بالمال والمناصب.
- أشهر مثال على ذلك: عرضوا على النبي ﷺ أن يكون ملكًا عليهم أو أغنى رجل بينهم مقابل أن يتخلى عن دعوته، لكنه رفض.
- السخرية والاستهزاء العلني
- بدأ بعض زعماء قريش بالسخرية من النبي ﷺ والمسلمين في الأسواق والمجالس العامة، مثلما فعل الوليد بن المغيرة وأبو جهل.
قالوا عن النبي ﷺ إنه ساحر أو شاعر أو مجنون ليمنعوا الناس من الاستماع إليه.