ما اختص الله به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الخصائص
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق“
قال -عَزَّ وجَلَّ-: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} سورة آل عمران (81)
قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ …}سورة الفتح (29)
عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه-، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “إني عند الله خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وإن أم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأت حين وضعته نورًا أضاءت له قصورا الشام”
ودعوة إبراهيم -عليه السلام-: هي قوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}سورة البقرة (129)
وبشارة عيسى -عليه السلام-: هي قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} سورة الصف (6)
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}سورة الأنبياء(107)
وقال – صلى الله عليه وسلم – كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة”
قال الله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}سورة الشرح (1-4)
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين”
وعن عبد الله بن هشام -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك” فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “الآن يا عمر”
وعن عبد المطلب بن ربيعه -رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله”
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: “وما أعددت للساعة؟ ” قال: حب الله ورسوله، قال: “فإنك مع من أحببت”.
قال أنس: فما فرحنا بعد الإِسلام فرحًا أشد من قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “فإنك مع من أحببت”.
قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله، وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم
كما في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “حياتي خير لكم، تحدثون ويُحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تُعرض عليَّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم”
وعن أوس بن أوس الثقفي -رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، ففيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ”، قالوا يا رسول الله: وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ -يعني بليت- فقال: “إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء”
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن لله ملائكة في الأرض سياحين يبلغوني من أمتي السلام”.
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}سورة الأنفال(33) . نزلت عندما قال أبو جهل: [اللَّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم]
وقال – صلى الله عليه وسلم -كما في حديث أبي موسى -رضي الله عنه-: ” … النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما ما يوعدون“
قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ📍 إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى📍 الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} سورة الإسراء(1)
قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}سورة آل عمران (31)
وقد أخبرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كيف تكون محبة الله لعبده فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: (إني أحب فلانا فأحبه)، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: (إن الله يحب فلانا فأحبوه)، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض … “
قال الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}سورة النساء(69-70)
عن جابر -رضي الله عنه- قال: جاءت ملائكة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -وهو نائم- فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة، والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلا، قال: فاضربوا له مثلًا فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة، والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا، وجعل فيها مأدبة، وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار، ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة، والداعي محمَّد -صلى الله عليه وسلم -، فمن أطاع محمدًا – صلى الله عليه وسلم – فقد أطاع الله، ومن عصى محمدًا – صلى الله عليه وسلم – فقد عصى الله، ومحمَّد – صلى الله عليه وسلم -[فَرَّق] وفي رواية [فرْقٌ] بين الناس
وفي رواية الحاكم والترمذيُّ: (فالله هو الملك، والدار الإِسلام، والبيت الجنة، وأنت يا محمَّد رسول، من أجابك دخل الإِسلام، ومن دخل الإِسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل منها)
وعن عائشة قالت: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم شيئًا حتى نزل جبريل -عليه السلام- بهذه الآية: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}
قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }سورة الأحزاب(6)
وقال – صلى الله عليه وسلم -: كما في حديث أبى هريرة -رضي الله عنه-: “أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم“
وفي رواية لهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أيضًا -واللفظ للبخاري- قال – صلى الله عليه وسلم-: “ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، واقرؤوا إن شئتم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}. فأيما مؤمن ترك مالًا فليرثه عصبته من كانوا وإن ترك ديْنا أو ضِياعًا فليأتني فأنا مولاه “ولمسلم -من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أنا أولى بكل مؤمن من نفسه”
قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}سورة آل عمران(68)
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة … ”
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، فنحن نصومه تعظيمًا له، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “نحن أولى بموسى منكم”.
وفي لفظ: “نحن أحق وأولى بموسى منكم” وفي لفظ: “أنا أولى بموسى منهم”
قال الله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}سورة الزمر(11-12)
قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ}سورة آل عمران(19)
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}سورة آل عمران(85)
وحيث أنه أول المسلمين فهو نبي للإسلام والمسلمين وأمته – صلى الله عليه وسلم – أمة الإِسلام:
قال الله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}سورة آل عمران(164)
عن معاوية -رضي الله عنه- قال: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج على حلقة من أصحابه فقال: “ما أجلسكم؟ ” قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا قال: “آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ ” قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: “أما أني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله -عَزَّ وجَلَّ- يباهي بكم الملائكة“
قال الله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} سورة الحجر (72)
قال الله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ 📍 (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} سورة البلد(1-2)
قال الله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}سورة الضحى(1-5)
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سورة سبأ (28)
وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -كما في حديث جابر -رضي الله عنه-: “أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد” -زاد البخاري في روايته (من الأنبياء) – قبلي: “كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أبيض وأسود -عند البخاري: وبعثت إلى الناس عامة- وأحلت ليَّ الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض طيبة طهورًا ومسجدًا، فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان، ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة”
فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}سورة المائدة(67)
وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ}سورة الانفال (64)
وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}سورة آل عمران (176)
بينما قال الله تعالى لأنبيائه ومنهم نوح عليه السلام: {يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا}سورة هود (48)
وقال الله تعالى لآدم -عليه السلام-: {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}سورة البقرة (35)
قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}سورة الأحزاب(7)
وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}سورة النساء(163)
وكل هؤلاء قبله -عليه السلام-، وهو خاتم رسله، ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء.
قال الله -عَزَّ وجَلَّ-: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}سورة المائدة(15-16)
وقال جَلَّ شأنه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا} سورة الأحزاب(45-47)
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة📍، أضاء من المدينة كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أظلم من المدينة كل شيء، وما فرغنا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا“
قال الله تعالى عن نوح -عليه السلام-: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}سورةالأعراف( 60-61)
وقال الله تعالى عن هود -عليه السلام-: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}سورة الأعراف(66-67)
بينما قال مدافعًا عن نبيه محمَّد – صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}سورة التكوير(22-27)
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}سورة الأحزاب(56)
وعن أبي طلحة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أتاني جبريل فقال: يا محمَّد أما يرضيك أن ربك -عَزَّ وَجَلَّ- يقول: إنه لا يصلي عليك من أمتك أحد إلا صليت عليه بها عشرًا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك تسليمة إلا سلمت عليه عشرًا، فقلت: بلى أي رب”
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي”
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت ليَّ الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون”
عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنها- قالت:
أَتَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع أبِي وعَلَيَّ قَمِيصٌ أصْفَرُ، قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سَنَهْ سَنَهْ -قَالَ عبدُ اللَّهِ: وهي بالحَبَشِيَّةِ📍: حَسَنَةٌ- قَالَتْ: فَذَهَبْتُ ألْعَبُ بخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أبِي، قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: دَعْهَا. ثُمَّ قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أبْلِي وأَخْلِقِي، ثُمَّ أبْلِي وأَخْلِقِي، ثُمَّ أبْلِي وأَخْلِقِي. قَالَ عبدُ اللَّهِ: فَبَقِيَتْ حتَّى ذَكَرَ، يَعْنِي مِن بَقَائِهَا
صفة هذا الخاتم الرباني
عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: كان خاتم النبوة في ظهره بضعة ناشزة.
وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: كان خاتمة غدة حمراء، مثل بيضة الحمامة.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجنّ، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه، فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير”
وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- عندما غارت من خروجه – صلى الله عليه وسلم – من عندها ليلًا، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أقد جاءك شيطانك؟ قالت: يا رسول الله! أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم”
قال الله تعالى: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}سورة النساء(166)
وقال الله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}سورة النساء(79)
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}سورة الفتح(28)
قال الله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}سورة النساء(113)
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (قام فينا النبي – صلى الله عليه وسلم – مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم، وحفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه”
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: “لا تسألوني عن شيء إلى يوم القيامة إلا حدثتكم”
عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: (احتبس علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سريعا فثوب بالصلاة وصلى وتجوز في صلاته فلما سلم قال: كما أنتم على مصافكم ثم أقبل إلينا فقال: إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا أنا بربي -عَزَّ وَجَلَّ- في أحسن صورة فقال: يا محمَّد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت: لا أدري يا رب، قال: يا محمَّد فيم يختصم الملأ الأعلى قلت: لا أدري يا رب فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال: يا محمَّد فيم يختصم الملأ الأعلى قلت: في الكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: نقل الأقدام إلى الجمعات وجلوس في المساجد بعد الصلاة وإسباغ الوضوء عند الكريهات، قال: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام، قال: سل، قلت: اللَّهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إنها حق فادرسوها وتعلموها”
قال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}سورة الجنّ(26-27)
وعن ابن عمر -رضي الله عنه-، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس”
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}سورة لقمان(34)
عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ، ما ترك فيه شيئا
يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به ، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء ، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه .
عن أبي ذر قال: (لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما)
عن عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- قال: (صلى بنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الفجر، وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضر العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان، وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا).
وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: (أخبرني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة📍؟).
عن سهل بن سعد -رضي الله عنهما- قال: (ارتج أحد 📍 وعليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر وعمر وعثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أثبت أحد، ما عليك إلا النبي وصديق وشهيدان).
وعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: (إني لشاهد عند النبي – صلى الله عليه وسلم – في حلقة، وفي يده حصيات، فسبحن في يده -وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يسمع تسبيحهن من في الحلقة، ثم دفعهن النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى أبي بكر، فسبحن مع أبي بكر، يسمع تسبيحهن من في الحلقة، ثم دفعهن النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى عمر-، فسبحن في يده، يسمع تسبيحهن من في الحلقة، ثم دفعهن النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى عثمان، فسبحن في يده، ثم دفعهن إلينا، فلم يسبحن مع أحد منا).
عن أبي سعيد قال: بينما راع يراعي بالحرة 📍 إذ عرض ذئب لشاة من شياهه فحال الراعي بين الذئب وبين الشاة فأقعى الذئب، ثم قال: ألا تتقى الله تعالى تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي، فقال الراعي: العجب من الذئب يتكلم بكلام الإنس، فقال الذئب: ألا أحدثك بأعجب من ذلك، رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين الحرتين 📍 يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي غنمه حتى قدم المدينة فدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم – فحدث بحديث الذئب، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (صدق، ألا إنه من أشراط الساعة كلام السباع الإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل شراك نعله وعذبة سوطه ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده).
فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وأنه استصعب عليهم، فمنعهم ظهره، وأن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقالوا: يا رسول الله: إنه كان لنا جمل نسني عليه، وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه: (قوموا)، فقاموا فدخل الحائط، والجمل في ناحيته، فمشى النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه، فقالت الأنصار: يا رسول الله قد صار مثل الكلْب الكَلِب، ،نخاف عليك صولته، قال: (ليس علي منه بأس) فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أقبل نحوه، حتى خرّ ساجدًا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط، حتى أدخله في العمل. فقال له أصحابه: يا رسول الله، هذا بهمية لا يعقل يسجد لك، ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك. قال – صلى الله عليه وسلم -: (لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لعظم حقه عليها …)
فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر، حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بن النجار، إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، قال: فذكروا ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم -، فجاء حتى أتى الحائط، فدعا البعير، فجاء واضعًا مشفره إلى الأرض، حتى برك بين يديه، قال: فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (هاتوا خطامًا) فخطمه، فدفعه إلى صاحبه، قال: ثم التفت إلى الناس فقال: (إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله، إلا عاصي الجن والإنس”
عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: (جاء جبريل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو خارج من مكة 📍 قد خضبه أهل مكة بالدماء قال: ما لك؟ قال: خضبني هؤلاء بالدماء فعلوا وفعلوا، قال: تريد أن أريك آية؟ قال: نعم، قال: أدع تلك الشجرة، فدعاها فجاءت تخط الأرض حتى قامت بين يديه، قال: مرها فلترجع، قال ارجعي إلى مكانك فرجعت إلى مكانها، قال: حسبي
وعن عمر رضي الله تعالى عنه أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان بالحَجُونِ 📍 وهو كَئيبٌ حَزينٌ فقال: اللَّهُمَّ أَرِني اليومَ آيةً لا أُبالي مَن يُكذِّبُ بعْدُ مِن قَومي، فنادى شَجرةً مِن قِبَلِ عَقَبةِ أهْلِ
المدينةِ 📍،فناداهَا، فجاءت تَشُقُّ الأرضَ حتَّى انتهَتْ إليه، فسلَّمَتْ عليه،ثمَّ أمَرَها فذَهَبَتْ، قال: فقالَ: ما أُبالي مَن كَذَّبني بعْدَها مِن قَومي.
عن عياض بن حمار المجاشعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ألا أحدثكم بما حدثني الله به في الكتاب إن الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين وأعطاهم المال حلالًا لا حرام فيه من شاء اقتنى ومن شاء احترث فجعلوا مما أعطاهم الله حراما وحلالا وعبدوا الطواغيت فأمرني الله أن أتيهم فأبين لهم الذي جبلهم عليه، فقلت لربي أخاطبه إن آتيهم به تثلغ قريش رأسي كما تثلغ الخبزة، فقال: أمضه أمضه، وأنفق أنفق عليك، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، وإن شاء جعل مع كل جيش بعثته عشرة أمثالهم من الملائكة، ونافخ في صدر عدوك الرعب، ومعطيك كتابي لا يمحوه الماء أُذكِّركَهُ نائمًا ويقظانا فأبصروني وقريشًا هذه، فإنهم قد دموا وجهي وسلبوني أهلي وأنا مناديهم، فإن أغلبهم باتوا ما دعوتهم إليه طائعين أو كارهين وإن يغلبوني، فاعلموا أني لست على شيء ولا أدعوكم إلى شيء)
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}سورة الأحزاب(45-46)
وقال جل شأنه أيضا: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}سورة النساء(41)
وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج يومًا، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: (إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض).
وعن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك، يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنوا الشمس فيبلغ الناس من الهم والكرب ما لا يطيقونه ولا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون إلى ما أنتم فيه، ألا ترون إلى ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول الناس بعضهم لبعض: أبوكم آدم.
فيأتون آدم فيقولون، يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربى قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله ولن يغضب بعده مثله، وأنه نهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي، نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح.
فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسمّاك الله عبدًا شكورًا، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول نوح: إن ربى قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعد مثله، وإنه كانت لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم.
فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول إن الله قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله فذكر كذباته نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى.
فيأتون موسى فيقولون: يا موسى أنت رسول الله اصطفاك الله برسالته وبتكليمه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسًا لم أؤمر بقتلها، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى.
فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا، فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنبا، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد.
فيأتون فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم النبيين، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما قد بلغنا، ألا ترى ما نحن فيه فأقوم فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي يفتح الله تعالى عليّ ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبلي، فيقال: يا محمد ارفع رأسك سل تعط اشفع تشفع فيقول: يا رب أمتي أمتي، يا رب أمتي أمتي، يا رب أمتي أمتي، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب، ثم قال: والذي نفس محمد بيده لما بين مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة 📍 وهجر 📍 🌍 أو كما بين مكة 📍 وبصرى 📍 🌍).
عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل فيكسوني ربي حلة خضراء، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود).
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا. ثم سلوا الله ليَّ الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله. وأرجوا أن أكون أنا هو، فمن سأل ليَّ الوسيلة حلت له شفاعتي).
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة. ومنبري على حوضي).
وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (منبري على ترعة من ترع الجنة).
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا الحديث مع تعيين المنبر فقال: قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (منبري هذا على ترعة من ترع الجنة).
وعن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن قوائم منبري هذا رواتب في الجنة)
عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قال: (… إن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم – صلى الله عليه وسلم – ثم قال: فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخليقة أمة أمة، ونبيًا نبيًا، حتى يكون أحمد أمته آخر الأمم مركزًا، قال: فيقوم، فيتبعه أمته برّها وفاجرها، ثم يوضع جسر جهنم، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، من شمال ويمين، وينجو النبي – صلي الله عليه وسلم – والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة، فتريهم منازلهم من الجنة: على يمينك، على يسارك، حتى ينتهي إلى ربه -عَزَّ وجَلَّ-، فيلقى له كرسي عن يمين الله -عَزَّ وجَلَّ-، ثم ينادي مناد: أين عيسى وأمته …)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُّوا).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: رسول الله – صلى عليه وسلم-: (فأكسى حله من حلل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلاتق يقوم ذلك المقام غيري).
و عن ابن مسعود عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (قيل له: ما المقام المحمود؟ قال: ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسي، يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا، فيكون أول من يكسى إبراهيم، يقول الله تعالى: اكسوا خليلي، فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة، ثم أكسى على أثره، ثم أقوم عن يمين الله مقامًا يغبطني الأولون والآخرون)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
بيْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ بيْنَ أظْهُرِنَا إذْ أغْفَى إغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: ما أضْحَكَكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ:
(أنزلت علي آنفا سورة “بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} ” أتدرون ما الكوثر؟ فإنه نهر وعدنيه ربي، عليه خير كثير هو حوضي، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته كعدد النجوم فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك).
وفي رواية لمسلم عنه -رضي الله عنه-، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن حوضي أبعد من أيلة 📍 من عدن 📍 🌍، لهو أشد بياضًا من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني لأصد الناس عنه، كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه، قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ؟ قال: نعم، لكم سيما ليس لأحد من الأمم، تردون علي غرًا محجلين من أثر الوضوء).
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع).
وعنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق).
وعنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى الحلة من حلل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري).
وعن ابن عباس أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (نحن آخر الأمم وأول من يحاسب يقال: أين الأمة الأمية ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون).
عن أبي الدرداء وأبي ذر قالا: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأول من يؤذن له أن يرفع رأسه فأرفع رأسي فأنظر بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم) فقال رجل: يا رسول الله! فكيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوحا إلى أمتك؟ قال: (غر محجلون من أثر الوضوء ولا يكون لأحد من الأمم غيرهم، وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود، وأعرفهم بنورهم الذي بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم).
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة).
وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (أنا أول الناس خروجًا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا أيّسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر).
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (يضرب جسر جهنم فأكون أول من يجيز).
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيأتون فأقوم فأمشي بين سماطين من المؤمنين حتى أستأذن على ربي فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع رأسك، قل تسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة.
ثم أعود إليه الثانية: فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد قل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة.
ثم أعود إليه الثالثة: فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: إرفع محمد قل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، فأعود الرابعة فأقول: يا رب ما بقي إلا من حبسه القرآن.
قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: فخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن بره، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة).
وعنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إني لقائم أنتظر متى يعبر الصراط إذ جاءني عيسى، فقال: هذه الأنبياء يا محمد، وقد جاءتك يا محمد يسألونك ويدعون الله أن يفرق بين جميع الأمم إلى حيث يشاء الله لغم ما هم فيه، فالخلق ملجمون بالعرق، فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة، وأما الكافر فيغشاه الموت فقال: انتظر حتى أرجع إليك فذهب النبي – صلى الله عليه وسلم – فقام تحت العرش فلقي ما لم يلق ملك مصطفى ولا نبي مرسل، فأوحى الله إلى جبريل أن اذهب إلى محمد وقل له: ارفع رأسك، سل تعطه واشفع تشفع، فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسانًا واحدًا فما زلت أتردد إلى ربي فلا أقوم منه مقامًا إلا شفعت حتى أعطاني الله من ذلك أن قال يا محمَّد: أدخل من أمتك من خلق الله تعالى من شهد أن لا إله إلا الله يومًا واحدًا مخلصًا ومات على ذلك.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي). فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، وتكلم يسمع منك، وقيل يقبل منك، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي أمتي يا رب. فيقول اذهب إلى أمتك، فمن وجدت في قلبه.. مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة، فأذهب، فمن وجدت في قلبه ذلك أدخلتهم الجنة، فأجد الجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، وتكلم يسمع منك، وقيل يقبل منك، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي أمتي يا رب. فيقول اذهب إلى أمتك، فمن وجدت في قلبه.. مثقال حبة من خردل من الإيمان فأدخله الجنة.
فأذهب، فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة. وفرغ من حساب الناس، وأدخل من بقي من أمتي في النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئًا. فيقول الجبار: فبعزتي، لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم، فيخرجون من النار وقد امتحشوا، فيدخلون في نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل، ويكتب بين أعينهم: هؤلاء عتقاء الله، فيذهب بهم فيدخلون الجنة، فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون. فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار -عَزَّ وجَلَّ- عند ذلك يتمنى الكفار لو كانوا مسلمين: قال الله تعالى: {الر* تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}سورة الحجر(1-2)
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (يوضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها، ويبقى منبري لا أجلس عليه، أو لا أقعد عليه، قائم بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول: يا رب أمتي، أمتي فيقول الله -عَزَّ وجَلَّ-: يا محمد، ما تريد أن أصنع بأمتك؟ قال: يا رب تعجل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمته، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكًا برجال بعث بهم إلى النار حتى أن مالكًا خازن النار ليقول يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمه.
عن أبي مالك، يعني الأشعري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده ليبعثن الله منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود، زمرةً جميعًا تخبطون الأرض، فتقول الملائكة: لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء).
قال تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}سورة الضحى(5)
وعن ابن عمرو أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تلا قول إبراهيم: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}سورة إبراهيم(36) وقول عيسى {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}سورة المائدة(118) فرفع يديه وقال: (أمتي أمتي)، ثم بكى فقال الله تعالى: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له (إننا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك)
عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: غاب عنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يومًا، فلم يخرج حتى ظننا أنه لن يخرج، فلما خرج سجد سجدة فطننا أن نفسه قد قبضت منها، فلما رفع رأسه قال: (إن ربي تبارك وتعالى استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم، فقلت: ما شئت أي رب، هم خلقك وعبادك، فاستشارني الثانية، فقلت له كذلك. فقال: لا أحزنك -وفي مجمع الزوائد: لا نخزيك- في أمتك يا محمد، وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا. مع كل ألف سبعون ألفا ليس عليهم حساب، ثم أرسل إلي فقال: ادع تجب وسل تعط، فقلت لرسوله: أومعطي ربي سؤلي؟ فقال: وما أرسلني إليك إلا ليعطيك، ولقد أعطاني ربي -عَزَّ وجَلَّ- ولا فخر، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأنا أمشي حيًا صحيحًا، وأعطاني أن لا تجوع أمتي، ولا تغلب، وأعطاني الكوثر وهو نهر من الجنة يسيل في حوضي، وأعطاني العز والنصر، والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا، وأعطاني أني أول الأنبياء أدخل الجنة)،